Saturday 5 March 2011

كانوا في التحرير - شكرا لعمر طاهر

ده مقال اليوم بقلم عمر طاهر في "المصلحجي اليوم ",  برضه عشان أحتفظ بيه للزمن, قلت أحطه هنا


وده نص المقال :
_____________________________________________________________

كانوا فى التحرير

  بقلم   عمر طاهر    ٥/ ٣/ ٢٠١١
هل ستصدقنى إذا قلت لك إننى خلال الـ«١٨ يوم بتوع الثورة» التقيت فى التحرير بكثيرين لم أكن أتوقع أن أراهم هناك؟ رأيت مجدى مهنا يطالب الشباب بالثبات على موقفهم ويدعم مطلبه بكشف أسرار لم نكن نعرفها عن فساد النظام السابق، رأيت يوسف شاهين يتفحص وجوه الثوار لاختيار واحد يصلح بطلا لفيلمه الجديد «هيه ثورة»، رأيت الكابتن ثابت البطل يدير أحد مداخل الميدان ويقوم بنفسه بتفتيش المارين إلى الداخل، رأيت عاطف الطيب يتأمل شاباً ثورياً أسمر انسالت دموعه تأثرا بإحدى الأغنيات الوطنية التى كانت تبثها إذاعة الميدان، رأيته يقترب من هذا الشاب ليصافحه ويحتضنه، ثم رأيته يبتسم عندما اكتشف أن هذا الشاب هو أحمد زكى.
رأيت الدكتور محمد السيد سعيد يراجع مع الثوار بيانهم الأول ويعيد ترتيب المطالب حسب أهميتها، رأيت محمود السعدنى يشرح لشلة من الأولاد والبنات الأخطاء التى وقعت فيها ثورة يوليو حتى يتفادوها فى الأيام المقبلة، رأيت بليغ حمدى وقد انتحى جانبا بعوده يضبط أوتاره وإلى جواره فؤاد حداد يملى عليه كلمات أغنية جديدة تقول «ولا شهيد إلا وتمنى.. لو إنه شاعر ثم لو غنى»، ثم توقفا فجأة عندما بدأ السيد النقشبندى يؤذن لصلاة العصر، ظل الشيخ الغزالى والشيخ الشعراوى (يتعازموا مين اللى يصلى بالناس) حتى اقترب أذان المغرب فأم الجميع سليمان خاطر، صلينا فى حماية د.يونان لبيب رزق الذى ما إن فرغت الصلاة حتى عاد لجمع شهادات الشباب لتوثيق الثورة.
بعدها رأيت سعاد حسنى تقوم بإعداد ساندويتشات الجبن والحلاوة للمتظاهرين وإلى جوارها جمال حمدان يشرح لها كيف تجلى الجزء المشرق فى الشخصية المصرية داخل حدود الميدان، على مقربة منهما كان العالم سليم حسن يقف حراسة على المتحف المصرى.
رأيت الكاتب محمود عوض ود.عبدالوهاب المسيرى وهما يؤلفان بين وجهات نظر الطوائف السياسية المختلفة الموجودة فى الميدان، والفنان محيى اللباد يرسم على وجوه الأطفال علم مصر بطريقته وعلى مقربة منه أسامة أنور عكاشة يدخن على باب خيمته ويضع لمساته الأخيرة على الحلقة الأولى من مسلسله الجديد «ليالى التحرير»، وفى الخيمة المجاورة كان الشاعر الفلسطينى محمود درويش يحل ضيفا على رجاء النقاش وقد استلقيا على أقفيتهما من الضحك بينما علاء ولى الدين يحكى لهما عن مغامراته مع الأمن المركزى فى جمعة الغضب.
وحده كان د.مصطفى محمود يجلس شاردا يشاركه التأمل فى صمت نصر حامد أبوزيد، لم يقطع صفوهما سوى صوت صلاح جاهين وقد التف حوله الشباب يغنون «واللى هيبعد من الميدان عمره ما هيبان فى الصورة»
لا تصدقنى.. هه؟ مش مشكلة، يكفينى أننى قد اقتسمت متعة مراقبة هؤلاء الكبار فى صحبة صديق أحبه اسمه.. خالد سعيد.

No comments:

Post a Comment